المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث
الدورة 30
شفشاون، 9 - 10 أبريل 2015
شفشاون تحتفي بلحظات ذهبية في أفق لانهائي
برهانات مهرجانها السنوي الشعرية والجمالية
تحتضن مدينة شفشاون الأندلسية، يومي 9و10 من أبريل الجاري، فعاليات الدورة 30 للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث،
تحت شعار"الشعر المغربي وسؤال الأجناس" ،
وبذلك تظل جمعية أصدقاء المعتمد وفية لتقليدها السنوي، الذي تحتفي من خلاله بربيع الشعر والإبداع،
حيث استحقت شفشاون، لما يزيد عن خمسة عقود لقب عاصمة الشعر،
عن جدارة واستحقاق، باعتبار أن مهرجان الشعر بشفشاون يعد أقدم مهرجان بالمغرب.
وبذات المناسبة أصبحت مدينة شفشاون وهي تستعد لربيعها الشعري في أرقى صورة معبرة عن ذوق رفيع في الجمال الأندلسي وتقاليده العريقة،
لاستقبال ضيوفها من الشعراء والنقاد في دورة جديدة للمهرجان،
والتي تنعقد بفقرات متنوعة وغنية تشارك فيها أسماء وزانة .
وأكدت إدارة المهرجان: "إننا نتقدم على خطى واثقة وبتؤدة مشفوعة بالنظر والاشتغال الصبور،
لجعل المهرجان إضافة نوعية في فقراته ومضامينه وحضوره ونجاحه.وعبرت إدارة المهرجان
أن هذه الدورة تستضيف أسماء شعرية ونقدية وفنية من أجل الرقي بثقافة الجمال
في مدينة لاتقل سحرا وجمالا.كما أن المهرجان حسب تعبير جمعية أصدقاء المعتمد:
"يعد لحظة ذهبية في الخارطة الثقافية المغربية، نظرا للخصوصية التي يمتاز بها،
إذ يتيح في لحظات انعقاده فرصة للانصات والإصغاء لمختلف الأصوات الشعرية،
بمختلف تجاربها، في أفق لانهائي برهاناته الشعرية والجمالية."
.يذكر أن الدورة الثلاثين للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث
بشفشاون تنظم بدعم من وزارة الثقافة وعمالة إقليم شفشاون،
ومجلس جهة طنجة تطوان، والجماعة الحضرية للمدينة،
والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، وشركائها من وسائل الإعلام.
كما ستعرف هذه الدورة مشاركة عدد من الشعراء و النقاد المغاربة . وفي ما يلي البرنامج:
يوم الخميس 9 أبريل 2015ابتداءً من الساعة الخامسة والنصف ( 17 :30) مساءً
مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة
*الجلسة الافتتاحية وتتضمن:- كلمة جمعية أصدقاء المعتمد.
*الجلسة الشعرية الأولى بمشاركة:عبد الكريم الطبال، ثريا ماجدولين،
محمد الشيخي، عبدالقادر وساط، أمينة المريني، عبدالحميد جماهري، محمود عبدالغني، حسن الوزاني، عبدالسلام الموساوي.
تنسيق: مخلص الصغير
استراحة شاي
*الجلسة الشعرية الثانية بمشاركة:
محمد بودويك، وداد بنموسى، أحمد بنميمون، الزبير الخياط، إكرام عبدي، جمال أزراغيد، سكينة حبيب الله.
تنسيق: فاطمة الميموني
يوم الجمعة 10 أبريل 2015ابتداءً من الساعة العاشرة (10 :30) والنصف صباحا
مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة*ندوة نقدية في محور: " الشعر المغربي وسؤال الأجناس"
بمشاركة النقاد: بنعيسى بوحمالة، حورية الخمليشي، ومحمد بودويك.
تنسيق: مخلص الصغير
ابتداءً من الساعة الخامسة والنصف ( 17 :30) مساءً
مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة*
الجلسة الشعرية الثالثة بمشاركة:نورالدين الزويتني، صباح الدبي، سعيد منتسب، مخلص الصغير،
عبدالحق بن رحمون، إيمان الخطابي، عبدالمنعم ريان،عبدالهادي السعيد،عبدالجواد الخنيفي،
عزيزة الرحموني، محمد أحمد بنيس،محمد ابن يعقوب، محسن أخريف، يحيى عمارة.
تنسيق: أمينة المريني
استراحة شاي
ابتداءً من الساعة السابعة والنصف (19 :30) مساء
مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة
*الجلسة الشعرية الرابعة بمشاركة:سامح درويش، خالد الريسوني، فاطمة الميموني،
نزار كربوط، عبدالله المتقي، سارة رشاد، عبدالجواد العوفير،عبدالله عرفاوي،
علية الادريسي البوزيدي، ليلى بارع، صباح بن داوود، سعيد ياسف، لطيفة بهيج.
تنسيق: عبدالكريم الطبال
*اختتام المهرجان
تصاحب القراءات الشعرية معزوفات موسيقية
ضيفتا شرف المهرجان:
الفنانة القديرة كريمة الصقلي
والإعلامية اسمهان عمور
الورقة
التقديمية لندوة " الشعر المغربي وسؤال الأجناس"
بنعيسى بوحمالة
كاتب وناقد من المغرب
ضمن فعاليات الدورة 30 للمهرجان الوطني للشعر المغربي
بشفشاون، تنعقد صباح يوم الجمعة 10 أبريل
2015 ، بمركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة، ندوة نقدية في محور: " الشعر المغربي وسؤال
الأجناس" بمشاركة النقاد بنعيسى
بوحمالة، حورية الخمليشي، ومحمد بودويك. وتنسيق الشاعر مخلص الصغير.
وفي مايلي الورقة التقديمية التي أعدها الناقد الأدبي
بنعيسى بوحمالة لمحور هذه الندوة:
لدى كلّ من رينيه ويليك و أوستين وارين، في مصنّفهما
الذائع الصّيت "نظرية الأدب"، أن الأدب ليس بممارسة كيفما اتّفق و إنّما
هو مؤسّسة رمزية، في صرامة المؤسسات الماديّة، تحكمها مشترطات و اقتضاءات تمسّ
اللغة و التعبير و الأداء و تميّز بين
الأجناس الأدبية بحيث يستفرد كلّ جنس بخواصّه و محدّداته التي بها يكتسب هويته و
معياريّته عند منتجي الأدب و في أوساط المتلقّين و المتتبّعين، و تمانع في أيّما
خرق لهذه المشترطات و الاقتضاءات أو طعن فيها.
و جرّاء الهبّة الحداثيّة التي عرفتها الآداب الأروبية
سوف تتّخذ الممارسة الأدبية اختيارات جرّيئة ستثمر، في أضعف الأحوال، إرباكات لا
يستهان بها لصفاء الجنس الأدبي و استقلاليّته، و ذلك تحت مسمّى التّناص، بما هو
قدر أيّما نصّ كان، و في الحدود القصوى
تحطيما جذريّا للتّرسيمات الفاصلة بين هذا الجنس و ذاك و بين شكل تعبيري و آخر
سيطال، بالتّبعية، حتى ماهيّات القصيدة و الرواية و القصة القصيرة و السيرة الذاتية و
المسرحية و المقالة..؛ مبدلا إيّاها بمفهوم الكتابة في دلالته الانفتاحية الواسعة
و ضمن قابليّته الامتصاصيّة لما لا يحصى من الإعمالات و الأساليب و الجماليّات.
هذا، و إذ نحت القصيدة المغربية المعاصرة، عند مطلع
سبعينيّات القرن الماضي، منحى تجديديّا، إن لم نقل تجريبيّا ملموسا، اندرج بموجبه
الأداء الشعري في الأدب المغربي إلى أفق مغاير عن الأفق الذي أطّر شعريّة الريّادة
المغربية و ذلك بأثر من تشبّع شعراء الجيل السّبعيني بالكشوفات المنتجة التي استحصلتها
الكتابة الشعرية، إن عربيّا أو عالميّا، و أيضا بفعل ما كان لحلقة مجلة
"أنفاس" الفرانكوفونية من جاذبيةّ لدى فئة من هؤلاء الشعراء، و ذلك تحت
مسمّى التّناص، المفرط أحيانا، أو النزوع إلى استراتيجياّت كتابية تهجينيّة سيتحوّل
معها النصّ الشعري إلى محفل لتلاقحات و تفاعلات مركّبة بينه و بين أجناس أدبية
أخرى، كالتي ذكرنا، و أحيانا أخرى بينه و بين أشكال تعبيرية من قبيل التّشكيل و
الموسيقى و الكوريغرافيا و الدّيزاين و السينما و الفيديو آرت..؛ ممّا سيتفاقم و
يأخذ أبعادا موغلة في تجريبيّتها لدى شعراء لاحقين أفرزهم العقد الثّمانيني و
العقد التّسعيني انتهاء إلى بدايات الألفيّة الثالثة..
و إذن، و من هذا الضوء، ما الذي يمكن اعتناقه من بين
جملة من التساؤلات الإجرائية، المشروعة فيما نرى، بصدد هذه الظاهرة و تلاوينها
المستشكلة:
-
هل
يدخل الأمر في إطار مبدأ التّفاعل الذي تقوم عليه عناصر الطبيعة فأحرى بنيات
اللغة، و منها الأدبية، و تشكّلاتها المختلفة ؟
-
أهو
نوع من التّهجين اللغوي، و الأدبي بالضرورة، هذا إن لم يكن تعنيفا متقصّدا للّغة
يتغيّا التمرّد على ضوابط المؤسّسة الأدبية و إرغاماتها المتعدّدة و االمراهنة،
بالتالي، على تخييل شامل، و ذي قيمة مضافة، يتمخّض عن شعريّة متراكبة الأوجه و
النبّرات، مراهنة على تلقّيات جديدة و فطنة تسندها مرجعيات موصولة، إن شئنا، بحقول
و أرصدة معرفيّة شتّى ؟
-
أمن
رجاحة التفكير الإبداعي، و النقدي سواء بسواء، الإخلاص للقصيدة في حدودها
المقولاتيّة المقنّنة و درء مسعى استجلاب عناصر و قرائن من أجناس أدبية أخرى بداعي
التّحديث و التّجريب و الطّليعية أو العكس و ذلك استئناسا، في هذه الوجهة، برأي
عالم الإستيتيقا الإيطالي كروتشه الذي يرفض فكرة الأجناس الأدبية، من الأصل، و
يدافع عن شيء اسمه الأدب و كفى ؟
- أخيرا ما انعكاسات هذا و ذاك على القصيدة المغربية
المعاصرة و ما هي النتائج، لا المتحصّلة و لا الأخرى المتوقّعة، لهذا الاختيار أو
ذاك على الفاعليّة الشعرية المغربية الراهنة و كذا أدوارها الإبداعية و الثقافية
في مجتمع لمّا تزل تتبلور حداثته المتعثرة في سياق تاريخي و قيمي أقرب إلى المعاندة
منه إلى التّحفيز ؟