الرئيسية » » طبعة جديدة من آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدةِ في قصيدَةِ النَّثرِ

طبعة جديدة من آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدةِ في قصيدَةِ النَّثرِ

Written By Lyly on الجمعة، 20 فبراير 2015 | 10:27 ص

آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدةِ في قصيدَةِ النَّثرِ

طبعةٌ جديدة ، مزيدة ، من كتاب الشَّاعر والنَّاقد المِصريِّ شريف رزق: آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدة في قصيدة النَّثر، صدرت عن دار الكِفاح بالدمَّام ، بالمملكة العربيَّة السُّعوديَّة ، وهيَ الطبعة الثَّالثة للكِتاب ، بعد طبعتيْ 2010، 2013، الصَّادرتينِ عن مركز الحضارةِ العربيَّة بالقاهرة.
يقعُ الكتابُ في ستَّة فصول ، تقعُ في ثلاثمائةٍ وسبعينَ صفحة منْ القطعِ المتوسِّطِ ، تستقصِي الأسئلةَ الأساسيَّة في شعريَّة قصيدة النَّثر العربيَّة ؛ ففي الفصل الأوَّل يتناول رزق إشكاليَّات النَّوع الشِّعريِّ في قصيدة النَّثر، وفي الفصل الثاني يدرس شعريتها ، وفي الفَصْلِ الثَّالثِ يدرس الشِّعريَّاتُ الأساسيَّةُ  في قصيدةِ النَّثرِ العربيَّة الرَّاهِنَة ، وفي الفَصْلِ الرَّابعِ يدرس مرجعيَّاتُ الأداءِ الشِّعريِّ  في قصيدةِ النَّثرِ المِصْريَّة  ، وفي الفَصْلِ الخَامِسِ يدرس تداخُلاتُ الأنواعِ الأدبيَّةِ والفنِّيَّة في قصيدةِ النَّثر العربيَّة ، وفي الفَصْلِ السَّادِسِ يدرس مُشْكِلاتُ قَصِيدَةِ النَّثرِ الرَّاهِنَةِ .
وفي مُقدِّمة الكتاب يُوضِّحُ رزق أنَّه " إذا كانتْ شتَّى الأنواعِ الأدبيَّةِ -  باستثناءِ الشِّعرِ العربيِّ ، بإطارِهِ الكلاسيكيِّ - جديدةً على الأدَبِ العربيِّ ؛ حيثُ نتجتْ عن احتكاكِهِ بالآدابِ الأوربيَّةِ الحديثةِ ، منذ أواخرِ القرن التَّاسع عشر ، فإنَّ مشروعَ الشِّعرِ بالنَّثرِ ، تحديدًا ، ظلَّ أكثر هذه الأنواع الأدبيَّة إثارةً ؛ منذ انطلقت تجلياتُه التَّأسيسيَّةُ في فجرِ القرنِ الماضِي ، مَعَ بقيَّةِ هذِهِ الأنوَاعِ ؛ نظرًا لأنَّ هذا الشَّعرَ ، بالتْحديد ، يُخالفُ مُجْمَلِ نظرية الشِّعر عند العربِ ؛ هذه النظريَّةُ التي تُعدُّ  الأساسَ والمركزَ لمفهوم الشِّعرِ والشِّعريَّةِ ، والفِكْرِ النَّقديِّ ، عند العرب ، جُمْلةً وتفصيلاً ؛ ولهذا لم يدُمْ هذا الصِّراعُ مع الأشكال الشِّعريَّةِ الجديدةِ الأخرى ، ومنها : شكل شِعْرِ التَّفعيلةِ ؛ لأنَّه مِثْلُ الموشَّحاتِ ، لم يخرُجْ عنْ الثَّوابتِ العميقةِ للشِّعرِ العربيِّ ؛ هذه الثَّوابتُ التي يُعَدُّ التَّمسُّكُ بها عقيدةً لدى البعضِ ، لدرجةِ أنَّ بعضَ الغُلاةِ يرونَ أنَّ في الخروجِ عليها بُعدًا دينيًّا ، ويَصِلُونَ إلى أن الطَّعنَ في الشِّعر الجاهليِّ لا ينفصلُ عن الطَّعنِ في القرآنِِ الكريم ؛ لأنَّه كانَ المخصوصَ بالتَّحديِّ في الفصَاحةِ والبلاغةِ ؛ فهدمُهُ يضعُنا في مواجهة ٍ جديدةٍ مع نصِّ القرآن ، ويتَّضحُ من رفْضِ الرَّافضين لشكلِ القصيدِ النَّثريِّ أنَّ المشكلةََ الأساسيَّةَ تكمنُ في اعتبار هذا الشَّكل الأدبيّّ شعرًا ؛ بدليلِ أن جُلَّ المعارضينَ لا يُخفونَ تقديرَهم لإبداعيَّةِ نصوصٍ تغلَّبتْ على الفصلِ بين الشِّّعرِ، والنَّثر؛ مثل نصوصِ النَّثرِ الفنيِّ ، التي أُنجزتْ عبْرَ قرون طويلةٍ ، مازجةً النَّثرَ بالشِّعرِ ، دونَ أن تتسمَّى شعرًا ، وكذلك نصوص النَّثر الشِّعريِّ ، كما  لدى الرَّافعيِّ وجبران خليل جبران ، وَسِواهُمَا ، ولكنَّ الخُطورَةََ ، في رأيهم ، تأتي منْ اعتبارِ هذا المُنتج  شعرًا. ورغمَ استمرارِ هذه المُواجَهَاتِ ، وثباتِ موقفها ؛ فإنَّ شِعْرَ النَّثرِ ظلَّ يُوالي انبثاقاتِهِ ، وتحوُّلاتِهِ ، مُتفاعلاً مَعَ مثيلِهِ في الشِّعريَّاتِ الأخرى ، ومُعزِّزًا وجودَه ، ومن الشِّعرِ المنثور إلى قصيدةِ النَّثرِ استمرَّ تاريخٌ حافلٌ من النَّضالِ الشَّعريِّ ؛ الفرديِّ أو الجماعيِّ ، وهو ما أسَّسَ مشهدًا شعريًّا جديدًا وثريًّا . والواقع أن قصيدةَ النَّثرِ لم تكنْ فتحًا جديدًا في الأدبِ العربيِّ ، باعتبارِها نوعًا شعريًّا جديدًا على مُختلَفِ الأصْعدةِ  فقط ، وإنَّما لأنَّها الشَّكلُ الشِّعريُّ  الأكثرُ حريَّةً واستجابةً لطبيعة العصرِ ؛ وبهذا أصبحتْ فضاءً شعريًّا مفتوحًا ، تتلاقى فيه مُختلفُ الأنواعِ الأدبيَّةِ والفنيَّةِ ، لتشكيلِ بناه الشِّعريَّةِ المُتجدِّدةِ ، بآليَّاتٍ غير مُحدَّدةٍ ، تفتحُ آفاقًا رحيبةً ، ومُتعدِّدةً ، تتضمَّنُ شعريَّاتٍ مُتعددةً ومُغايرةً ، في مشهدِ القصيدِ النَّثريِّ."
ويصل رزق في خاتمةِ الكتابِ إلى مجموعةٍ من النَّتائج ، منها :
- أنَّ قصيدةَ النَّثرِ ليسَتْ مُجَرَّدَ قصيدةٍ غيرِ عَروضِيَّةٍ ، وَإنَّمَا هِيَ نَمَطٌ شِعْريٌّ خَاصٌّ، يَتَجَاوزُ المفهومَ العَروضيَّ إلى شَتَّى الآليَّاتِ التي ارْتَبَطَتْ بِشِعْريَّةِ الوزنِ .
- أنَّ قصيدةَ النَّثرِ لمْ تقتصِرْ على أنْمَاطٍ أدائيَّةٍ مُحدَّدةٍ ، وَإنَّمَا تَضَمَّنتْ أشْكَالاً شِعْريَّةً مُختلِفةً ، ضِمْنَ نَوْعِهَا الشِّعريِّ الجَديدِ .
- أنَّ قصيدةَ النَّثرِ بناءٌ شِعْريٌّ طَيِّعٌ ، وقَادِرٌ على التَّشكًّلِ الدَّائم ِ، في أشْكَالٍ غَيْرِ نِهَائيَّةٍ.
- أنَّ قصيدةَ النَّثرِ تَخَطَّتْ المَرْجِعِيَّاتِ الأجنبيَّةَ التَّأسيسيَّةَ المُخْتلِفَةَ ، وَأصْبَحَتْ بَعِيْدَةً، بِمِسَاحَةٍ وَاضِحَةٍ ، عنْ المَقولاتِ التَّقعيديَّةِ المُنَظِّرةِ لَهَا ، عَبْرَ مَرَاحِل مُخْتَلفَِة.
- أنَّ قصيدةَ النثَّرِ شَكْلٌ شِعْريٌّ حُرٌّ وَمَفتوحٌ ، وَقَادِرٌ على صَهْرِ شَتَّي آليَّاتِ الأنْوَاعِ الأدبيَّةِ والفنيَّةِ المُخْتَلِفةِ في خِطَابِهَا الشِّعرِيِّ الجَامِعِ ؛ لِهَذَا فَهُوَ دَائِمُ التَّحَوُّلِ ، وَالتَّشَكُّلِ ، وَتَخَطِّي مُحَاولاتِ التَّقعيدِ المُتَوَاليةِ .
سبق لرزق أن أصدرَ مجموعةً من الكُتبِ في شعريَّة قصيدةِ النَّثر العربيَّة ؛ فبالإضافة إلى : آفاق الشِّعرية العربيَّة الجديدة في قصيدة النَّثر ، أصدرَ : شِعر النَّثر العربيِّ في القرنِ العشرين ، قصيدة النَّثر في مشهدِ الشِّعر العربيِّ ، قصيدة النَّثر المِصريَّة : شِعريَّات المَشهد الشِّعريِ الجديد ، الأشكال النَّثرشِعرية في الأدبِ العربيِّ ، بالإضَافة إلى دواوينِهِ : عزلة الأنقاض ، لا تُطفِئْ العتمة ، مجرَّة النِّهايات ، الجُثَّة الأولى ، حيوات مفقودة ، أنتَ أيُّها السَّهو ، أنتَ يا مَهب العائلةِ الأخيرة ، هواء العائلة .


آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدةِ في قصيدَةِ النَّثرِ
عن دار الكفاح، بالدمَّام ، بالمملكة العربيَّة السُّعودية ، صدرتْ طبعةٌ جديدةٌ من كتاب : آفاق الشِّعريَّة العربيَّة الجديدة في قصيدة النَّثر ، للشَّاعر والنَّاقد شريف رزق ، وهيَ الطَّبعةُ الثاَّلثة للكتابِ الَّذي صدرتْ له طبعتانِ ، عن مركز الحضارة العربيَّة ، في عاميْ 2010، 2013 . يتضمَّن الكتاب رَصْدًا دقيقًا لأبرز قضايا النَّوع الشِّعريِّ في قصيدةِ النَّثر ، ومنها : إشكاليَّات النَّوع الشِّعريِّ في قصيدةِ النَثر ، شعريَّة قصيدة النَّثر، مرجعيَات الأداء الشِّعري في قصيدة النَّثر، تداخلات الأنواع الأبيَّة والفنية في قصيدة النَّثر، مشكلات قصيدة النَّثر. وقد سبق لشريف رزق أن أصدرَ عدَّة دراسات في شعريَّة قصيدة النَّثر العربيَّة ، منها : شِعر النَّثر العربيِّ في القرن العشرين ، قصيدة النَّثر في مشهد الشِّعر العربيِّ ، قصيدة النَثر المِصريَّة : شعريَّات المشهد الشِّعري الجديد ، الأشكال النَّثرشعريَّة في الأدب العربيِّ ، بالإضافة إلى دواوينه : عزلة الأنقاض ، لا تُطفئْ العتمة ، مجرَّة النِّهايات ، الجثَّة الأولى ، حيوات مفقودة ، أنتَ أيُّها السَّهو ، أنتَ يا مهبَّ العائلة الأخيرة ، هواء العائلة .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.